في تراجع دور وزارة التعليم العالي
“تعثر المبتعثين” ظاهرة متزايدة لهدر ونزيف المال العام
بين التجميد والانسحاب والإلغاء.. تنوعت حالات التعثر
مطالبات بإعادة النظر في سياسات الابتعاث
ودعوات لتشديد شروط القبول ومنحها للأكثر استحقاقاً
ظروف اجتماعية.. وتأخر مستوى التحصيل والاستيعاب..
وعدم التأهيل.. أبرز عوامل التعثر
كشفت إحصائيات لديوان المحاسبة ووزارة التعليم العالي أن إجمالي عدد المتعثرين دراسياً من طلبة البعثات الخارجية
تخطى مئات الطلبة خلال الأعوام الدراسية الأخيرة لاسيما (2020-2023) بين فصل وتجميد بعثة وانقطاع عن الدراسة
أو إيقاف بعثة أو انسحاب، كما صدرت تصريحات عدة من بعض المسؤولين في القطاع التعليمي بالكويت عن تعثر نسبة كبيرة من المبتعثين.
وتعددت أسباب التعثر بين ضعف مستوى مخرجات التعليم الثانوي وضعف المستوى الفردي من التحصيل والاستيعاب،
وحالات عدم الالتزام فضلا عن عدم ربط اختيارات التخصص الدراسي للمبتعث بميوله الأكاديمية.
الأمر الذي أثار الجدل في الشارع الكويتي نحو ضرورة مراجعة سياسة الابتعاث وتحديد مستهدفاتها. وتم طرح التساؤلات
عن الأسباب الحقيقية للحالات المتعثرة وموقعها من اختبار القدرات الذي تجريه الوزارة كشرط قبول الطلاب في خطة الابتعاث
وقد جدد ديوان المحاسبة تحذيراته من مواصلة مسلسل التعثر للطلبة المبتعثين للخارج وعادت القضية من جديد
في شكل أزمة حذّر منها عدد من المسؤولين في الآونة الأخيرة بعد تزايدها.
وطالب الديوان وزارة التعليم العالي «بدراسة ظاهرة التعثر الدراسي المتزايدة خلال الفترة الأخيرة، والانتهاء
من وضع قواعد وضوابط تشجع الطلاب على الإقبال والاستفادة من المنح الدراسية التي توفرها الدولة،
والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وقياس احتياجات سوق العمل من التخصصات لمراعاة إدراجها، أو تقليصها حسب الحالة بالخطة».
وعبر عدد 2643 حالة تعثر قسّم ديوان المحاسبة حالات التعثر الدراسي في البعثات الخارجية إلى 4 أقسام
«الفصل من البعثة نتيجة الرسوب المتكرر أو لارتكاب مخالفة، والانسحاب منها، نظرا لعدم رغبة الطالب في استكمالها،
وإلغاء البعثة قبل التحاق الطالب بالدراسة، أو تجميدها من خلال الوقف المؤقت لها وتمديده.
وتبقى المعضلة الأكبر في أزمة التعثّر الدراسي أنه بجانب أنه يكلّف الأسرة الملزمة بردّ ما حصل عليه الطالب بسبب تعثره،
فإنه يفوّت الفرصة على طلبة آخرين، وهو ما يستدعي تشديد شروط القبول بالبعثات الخارجية،
ومنحها للمستحقين القادرين على الاستفادة منها بالشكل المطلوب الأمر الذي يثير التساؤلات عن ماهية ما الدور الذي تقوم به
وزارة التعليم العالي لمواجهة ظاهرة تعثر الطلبة الكويتيين المبتعثين للدراسة في الداخل والخارج؟ وهل أعدت الوزارة دراسات أو تقارير تضمنت تحليل أسباب الظاهرة وتقديم مقترحات لمعالجتها؟