شكل عشر حكومات متعاقبة خلال 25 عامًا.. أُطلق عليه صاحب المجهودين” قائد التحرير وإعادة الإعمار”
يستذكر مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث مرحلة فارقة من تاريخ الكويت تمثلت في رحيل الأمير الوالد الشيخ “سعد العبد الله السالم الصباح” طيب الله ثراه الذي انتقل الى جوار ربه في الثالث عشر من مايو عام 2008، حيث زَخَرَ تاريخه المشرف بمحطات فارقة من العمل الوطني الجاد، شملت مراحل عدة أبرزها الاستقلال والبناء والتحرير وإعادة التعمير.
مكانة سياسية
يعد سموه الأمير الرابع عشر من سلسلة حكام آل الصباح التي تولت أمانة الحكم منذ ما يقرب من قرنين ونصف. كما أنه الأمير الرابع منذ الحصول على الاستقلال عام 1961، وشغل موقع ولاية العهد خلال تولي الراحل الشيخ جابر الأحمد مسند الإمارة في الفترة 1978-2006. ويوصف بأنه من أبرز صناع السياسة الكويتية في مجالي الأمن والدفاع، حيث كان نائبا لدائرة الشرطة في عام 1954 حتى عام 1959.
مــهــام رفـيـعة
عُين الأمير الوالد وزيرًا للداخلية في أول حكومة تُشكل بعد الاستقلال عام 1962، وعُين وزيرًا للدفاع عام 1964 ليجمع بين المنصبين في التشكيل الحكومي الثالث، وشكل المجلس الأعلى للدفاع وأسس لجان الدفاع المدني لحماية المنشآت الحيوية والحدود البرية والبحرية من المتسللين، كما أنه ظل رئيسا للسلطة التنفيذية لمدة خمس وعشرين سنة، حيث تسلم رئاسة الحكومة بالفترة من 16 فبراير 1978 وحتى 13 يوليو 2003، قام خلالها بتشكيل عشر حكومات متعاقبة.
التحرير والإعمار
كان للراحل دور بارز في تحرير الكويت من الغزو الصدامي الغاشم، إذ يعتبر القائد الفعلي لعملية التحرير، نظرا للدور الذي لعبه داخليًا وإقليميًا وعالميًا، بحشد التأييد لعدالة القضية الكويتية في الدول التي زارها أثناء الغزو وبناء تحالف دولي من 134 دولة شاركت في تحرير الكويت. وأستحق لقب “صاحب المجهودين” حيث تولى ضبط الأمن بعد التحرير وقاد جهود إعادة الأعمار، حتى أعلن عن انتهاء فترة الحكم العرفي في خريف عام 1991.
شيوخ الهيبة
أكد “اتجاهات” أن الشيخ سعد العبد الله أحد أبرز “شيوخ الهيبة” على مر التاريخ الكويتي القديم والمعاصر، بنجاحه بامتياز في التعامل مع القضايا وتحليل المواقف باستخدام الموارد المتاحة وتوظيف القدرات بكفاءة، حيث تواصل عطاؤه وتراكم رصيده في القيادة وتوجيه المسار من الإمارة إلى الدولة، في شكل أقرب إلى الخط المستقيم بين أمراء رحلوا وأمراء جاءوا، ليضع بصمات قوية في جبين الوطن. ونحن أحوج ما نكون إلى تذكر مثل هؤلاء القادة ووضعهم في مكانهم اللائق في التاريخ الكويتي المعاصر.