اتجاهات: تراث الكويت بحاجة لهيئات علمية متخصصة ومُدربة
لماذا الدواوين التراثية التي تقع على شارع الخليج العربي والمثمنة من الدولة محتكرة من بعض العوائل وليست مفتوحة لجميع الزوار بساعات زيارات محددة أسوة في بيت السدو وبيت ديكسون
“اتجاهات” يدق ناقوس الخطر.. غياب الصيانة المتخصصة يهدد تراث الكويت بالاندثار
ظاهرة العُزاب تهدد معالم الكويت التراثية
يؤكد مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث على ضرورة الاعتناء بالمواقع والدواوين الأثرية والحفاظ عليها وحماية المواقع والمباني والدواوين التاريخية، حيث تُعد هذه البيوت والدواوين شاهد على التراث الكويتي وعبق التاريخ، ويشدد المركز على ضرورة حماية وحفظ تراث الكويت الجميل وديوانياتها ومبانيها وأحيائها ومناطقها ومساجدها ومدارسها القديمة المنتشرة في مختلف مناطق الكويت، وكذلك الاهتمام بالأحياء الشعبية والأسواق القديمة مثل سوق المباركية وسوق واجف والأسواق المختلفة القديمة؛ كي تعرف الأجيال الحاضرة والقادمة قيمة تراث الآباء والأجداد والحفاظ عليها من الظواهر السلبية التي تهدد قيمة التراث مثل انتشار سكن العُزاب في البيوت التراثية القديمة ودخول الماركات العالمية في الاسوق التراثية مثل المباركية.
تاريخ الديوانيات
تستمد الديوانية قيمتها وأهميتها من ارتباطها التاريخي بتأسيس الدولة حيث يعود تاريخ الديوانية إلى بدايات تأسيس دولة الكويت حيث تعود نشأتها إلى ما يقارب أكثر من 300 عام، حتى باتت رمز من رموز تاريخ التراث الكويتي، ومن خلالها تتجسّد العادات والتقاليد الكويتية بشكل جعلها ظاهرة اجتماعية كويتية فريدة من نوعها وتحمل خصوصية ذاتية كونها ملتقى دوري يناقش فيه روادها آخر الأخبار والموضوعات، وفيها يُصنع جزء من تاريخ الكويت السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
دور وأهمية الديوانية في الكويت
تنعكس أهمية الديوانية على مر العصور التاريخية في الكويت في كونها شكّلت ملتقى ثقافي واجتماعي وديموقراطي يتبادل فيه أهل الحي الحوار، ويمتد النقاش للأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وقديمًا ناقش الديوان كل ما يخص الغوص والسفر والتجارة والبيع والشراء، وتتبلور الأهمية الكبرى للديوان بما يمثله من ملتقى ديموقراطي تُبحث فيه كل الأمور المتعلقة بمصلحة البلاد ويستمع فيه الحاكم لآراء أبناء الشعب ومقترحاتهم في مختلف القضايا والموضوعات.
وحرصاً من الدولة على التراث الكويتي قامت خلال الستينات باستملاك عدد من البيوت القديمة قبل ان تضمحل أمام زحف المباني الحديثة، وفي عام 1976 تم استملاك بيت السدو من قِبل الدولة وأصبح تابعاً لوزارة الإعلام.
نماذج البيوت
تزخر الكويت بعدد كبير من الديوانيات التاريخية التي لاتزال شاهدة على عبق التاريخ الكويتي وتحمل الروائح الذكية والشيم العلية من آثار الآباء والأجداد منذ فجر تأسيس الدولة ووضع لبناتها الأولى حتى يومنا الحالي.
ومن أبرز هذه البيوت:-
بيت ديكسون
يقع منزل ديكسون في منطقة الشرق المطل على ساحل البحر القريب من وزارة الخارجية وسوق شرق ، ويعود تاريخ بناؤه إلى سنة 1870 من قِبل أحد العوائل التجار.
وقد اتخذه المقيم البريطاني ديكسون مركزًا للمكتب السياسي البريطاني، ويعتبر بيت ديكسون رمزًا للصداقة العميقة والعلاقات السياسية القديمة بين الكويت وبريطانيا والتي تمتد إلى حوالي 200 عام، وقد أُجريت عليه عدد من عمليات إعادة البناء والتأهيل تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتبرع من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
ويعتبر منزل ديكسون حاليًا متحفًا صغيرًا يعرض فيه الأمتعة الشخصية لعائلة ديكسون وصورهم وكذلك مجموعة من العملات والطوابع القديمة.
بيت البدر
بيت البدر وهو أحد البيوت الكويتية القديمة التي تمثل نموذجًا معماريًا مميزًا يُعبر بوضوح عن مظاهر الحياة التي كانت تسود المجتمع الكويتي في القرن الماضي، وأنشئ بيت البدر عام 1837 وآلت ملكيته لورثة عبدالعزيز وعبدالمحسن يوسف البدر وهما من كبار تجار الكويت، ومن ثم تم ضمه إلى إدارة الآثار والمتاحف عام 1968 ، واستخدم عام 1976 كمقر مؤقت لمتحف الكويت الوطني.
ديوان العسعوسي
يوجد ديوان العسعوسي في منطقة شرق، ويعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من قرنين ونصف القرن من الزمن تحديدًا نحو 264 سنة، ويعتبر آل عسعوسي من سكان الكويت الأوائل ولايزال الديوان شاهدًا على كفاح وتراث أهل الكويت الأوائل، ويُجسد أيضًا تاريخ آل عسعوسي كونهم من سكان الكويت الأوائل، ويظل الديوان في بنيانه الماضي ويتألف من الجدران اللبنية (الطينية) التي مازالت شاهدًا والدرايش (الشبابيك) المميزة، وباب الجندل، والباسجيل.
بيت السدو
بني بيت السدو عام 1936 ويعتبر أول منزل في الكويت يُبنى هيكله من الإسمنت المسلح، وهو مصمم على الطراز الكويتي التقليدي القديم المتأثر بفن العمارة الهندية الإسلامية، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الوحدات الحديدية الزخرفية الموجودة على نوافذ البيت.
ديوان الروضان
يعود تاريخ بناء ديوان الروضان إلى ماقبل عام 1893 على يد المرحوم مشاري العبدالله الروضان الذي يعتبر كبير عائلة الروضان، وكان الديوان كسائر الدواوين الأخرى يضم رجالات البلاد حيث يلتقون فيه بصفة يومية بالإضافة إلى المناسبات والأعياد
ديوان الشملان
يعتبر ديوان الشملان من الدواوين المشهورة في الكويت، كما ان صاحبها شملان بن علي بن سيف الشملان من كبار التجار المعروفين في الكويت والخليج والهند وغيرها من البلدان، ديوان الشملان يعتبر الثالث الذي تم بناؤه عام 1918 والذي يعتبر من اكبر الدواوين في الكويت، يتكون من غرفة علوية اتخذها الشملان مكتبا له، كما كان لها ممر (مسقف) يؤدي الى بيت الحريم، اما الغرف السفلية فكانت ثلاث غرف.
ديوانية النصف
ديوانية النصف ، ديوانية لها تاريخ كبير ما يقارب أكثر من مائة عام، وتقع على شارع الخليج ، وكانت تعد مركز تجارى وسياسي وثقافي.
صيانة التراث
ويهيب “اتجاهات” بالأجهزة المعنية والجهات المختصة للقيام بدورهم في إنشاء هيئة متخصصة من ذوي الخبرة في هذا المجال وليس أشخاص عديمي الخبرة وغير متخصصين ويكون تعيينهم للترضيات وكسب المناصب الشخصية وتقوم هذه الهيئة بالعناية وحفظ التراث وصيانة الدواوين والمباني التاريخية عبر آليات فنية متخصصة وأساليب علمية تعتمد كوادر بشرية مدربة وأدوات فنية متخصصة تحاكي التجارب العالمية في صيانة وحفظ التراث.
كما حذر “اتجاهات” من تفشي ظاهرة العُزاب وامتدادهم لأحياء ومناطق تراثية بشكل يؤثر على 7للمعالم التراثية الكويتية كما هو حاصل الأن لبعض المباني في منطقتي جبلة وشرق.