اتجاهات يتساءل: كيف يتم تغيير اسم مسجد العباس (عم رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابي الجليل وراوي الأحاديث).. إلى مسجد السداح؟!!
هل غابت الفطرة الإيمانية السليمة والمقاصد الصادقة والقوانين لترضيه الناس على حساب الدين.
لماذا أصبح تسمية المساجد بأسماء مرمميها وتخليد أسمائهم وذكراهم أهم من أسماء الصحابة وأهل البيت والعلماء.
كيف لوزارة تعنى ببيوت الله وتعمل على تطويرها أن تسمح بهذا التعدي السافر ومحابات الناس
يسلط مركز اتجاهات للدراسات والبحوث الضوء على اسفاف اجتماعي- إن صح التعبير- وعلى أحد الظواهر السلبية لوزارة الأوقاف والشؤن الاسلامية؛ حيث أصبح البحث عن الظهور والشهرة هو الشغل الشاغل لكثير من الميسورين، حتى وإن كان الثمن تغليب معاني الهوى وحب الذات وتخليد الذكرى على معاني الفطرة الإيمانية السليمة والمقاصد الصادقة في التقرب إلى الله والطمع في رضاه ونيل ثوابه ورحمته. بموافقه ومباركه المسؤولين عن هذه الصروع الدينية بالبلد.
ولا شك أن هناك المئات بل الآلاف من البشر يسارعون فى الخير ويتنافسون في تشييد بيوت الله طمعًا في الأجر والثواب ويتعاونون مع الهيئات والدوائر الحكومية ذات الصلة والوزارات المعنية دون الإفصاح عن هويتهم، وإن عرفت هويتهم كان محض صدفة وبدون قصد، ولكن هناك من غابت عنه هذه المعاني السامية والأهداف الواضحة الصادقة النبيلة التى تتجسد في حب العمل ابتغاء مرضاة الله بعيدًا عن الرياء والسمعة والشهرة، وأصبح شغله الشاغل وهدفه الواضح ومقصده وضع اسمه وتخليد ذكراه على مسجد مقابل تبرعه أو مساهمته فى تجديد وترميم المسجد أو حتى إعادة بنائه من جديد.
وهذا كله قد تجسد واضحًا جليًا في مسجد محمد جاسم السداح الذي شيد ـ إن صح التعبير-على أنقاض مسجد العباس بن عبدالمطلب (عم رسول الله صلى الله عليه وسلم) حيث تم إعادة بناء المسجد في أحد ضواحي محافظة العاصمة في الكويت (ضاحية عبدالله السالم)، الذي وإن شُيد بالكامل على طراز حديث يمزج العمارة الإسلامية القديمة مع العمارة الهندسية الحديثة؛ فإنه لا يعطي الحق لمن شيده (أعاد بنائه) بطمس الحقائق و الجرؤ على قيمة وقدر العباس بن عبد المطلب عم سيد البشرعليه أفضل الصلاة وأزكى السلام .
من هو العباس بن عبد المطلب:
العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي أو عباس بن عبد المطلب يُكنى بأبي الفضل.
صحابي من صحابة رسول الله سيدنا محمد.
ثاني من أسلم من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم.
ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بثلاث سنين 56 .
كانت له عمارةُ البيت الحرام والسّقاية في الجاهلية.
شهد قبل أن يسلم مع رسول الإسلام بيعة العقبة.
أسلم قبل عام الفتح بقليل، وقيل أنه أسلم وبقي في مكة.
كان ممن ثبت في غزوة حنين مع النبي.
روى العباس بن عبد المطلب عن سيدنا محمد أحاديث كثيرة.
توفي في المدينة المنورة في 12 رجب 32 هـ وعمره ثمان وثمانون سنة، ودفن في بقيع الغرقد.
مكانة العباس بن عبد المطلب:
يلقب العباس بن عبد المطلب في علم الأنساب بلقب سيد الأعمام لكونه عم الرسول محمد.
كان الرسول محمد يعظمه ويكرمه بعد إسلامه وقال فيه: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي خَلِيلا، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا، وَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْجَنَّةِ تُجَاهَيْنِ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ».
أتى حشد عظيم من الناس لجنازته، ليحملوه وليدفنوه، فاضطر الخليفة عثمان بن عفان أن يأتي بالشرطة ليفرق الناس عنه.
كان للعباس منزلة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة كذلك.
عن أبي سفيان بن الحارث عن أبيه: «كان العباس أعظم الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة يعترفون للعباس بفضله ويشاورونه ويأخذون رأيه».
كان العباس إذا مر بعمر بن الخطاب أو بعثمان بن عفان، وهما راكبان نزلا حتى يجاوزهما إجلالا له. قال له عُمر ذات مرة في حديث طويل: «فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم» يقصد أنه إسلام العباس أحب اليه من إسلام والده.
قالت عائشة: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل أحدا ما يجل العباس، أو يكرم العباس».
الاستسقاء بالعباس:
مقوله عن الفاروق عمر بن الخطاب إذا قحطوا، استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: «إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا.» فَيُسْقَوْنَ.
قال الصحابي حسان بن ثابت:
سأل الإمامُ وقد تتابع جدبُنا فَســَقَى الغمام بغُرَّة العباسِ
عم النبي وصِنوِ والده الذي ورث النبيَّ بذاك دُون الناسِ
أحيا الإله به البلاد فأصبحت مُخضرَّة الأجنابِ بعد الياسِ