النهوض بالتعليم الكويتي في ضوء التجارب الدولية الناجحة
أثبتت السياسات الحكومية على مدار السنوات السابقة عجزها عن تحقيق تقدم ملحوظ
في المنظومة التعليمية رغم الإجراءات والإصلاحات العديدة التي قامت بها لذلك لابد من دراسة الأمر بشكل شامل ودقيق!!!
لابد من محاولة الكويت محاكاة أحد التجارب الدولية الناجحة في مجال التعليم
خاصة بعد نفاذ كافة الفرص والإجراءات للنهوض بالمنظومة التعليمية الذي قد ينذر استمرارها بهذه الحالة إلى كارثة حقيقية!!!
إلغاء المواد المعقدة وغير المفيدة للطلاب والاعتماد على مواد تحاكي سوق العمل وميول واتجاهات الطلاب،
وخفض ساعات الدوام والتقليل من الاختبارات وعدم الاعتماد على الكم كانت أبرز سياسات الإصلاح التعليمي
في التجربة الفنلندية التي تُعد أنجح وأبرز نموذج للنهضة التعليمية بالعالم!!!
يواجه التعليم الكويتي من زمن بعيد العديد من التحديات التي تحول دون نهضته بالشكل المطلوب، وذلك على الرغم من الإصلاحات والإجراءات التي تقوم بها البلاد من حين لأخر، وتخصيص ميزانية كبيرة لهذا المجال، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول أسباب ذلك.
ولكن الأمر ببساطة يحتاج إلى رؤية استراتيجية واضحة ودقيقة يمكن وضعها في إطار محاكاة إحدى التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال، لتحقيق نهضة حقيقية وشاملة في منظومة التعليم وهو ما سوف نتناوله بالتفصيل في هذا التقرير.
واقع التعليم الكويتي:
يُعتبر التعليم نهضة أي أمه، حيث يُعد حجر الأساس في اي خطة للتنمية المستدامة في أي دولة، وفي الكويت يواجه التعليم تحديات عدة تؤدي إلى عرقلة مسيرة التنمية والنهضة الخاصة بالتعليم والتي يمكن توضيح أبرزها في التالي:
- تسريب الامتحانات.
- التدخل السياسي في الشأن التعليمي ومجالاته.
- التدخل المجتمعي في مجال التعليم.
- غياب رؤية استراتيجية واضحة للنهوض بالتعليم.
مقترحات للنهوض بالتعليم الكويتي:
قامت الكويت بالعديد من الإجراءات والإصلاحات وفقاً لمجموعة من الخطط والدراسات للنهوض بالتعليم لكن دون جدوى، حيث لا زال تمثل جودة التعليم الكويتي في وضع سيء يتطلب التفكير في خطة شاملة وفعالة للنهوض به، والتي يمكن الوصول إليها من خلال محاكاة التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال ولعل التجربة الفنلندية من أنجح التجارب العالمية في مجال التعليم والتي يمكن تطبيقها على الكويت كالتالي:
- تغيير المنظومة التعليمية القائمة على التلقين والحفظ التي تعتمد على الكم وليس الكيف.
- مراعاة الصحة النفسية والعقلية للطالب من خلال خفض ساعات الدوام.
- حذف المواد التي لا يستفيد منها الطلاب والتي لا علاقة لها بالواقع ومتطلبات سوق العمل من خلال التركيز على مواد محددة تحاكي واقع سوق العمل وتتماشى مع ميول الطلاب واتجاهاتهم.
- التقليل من كثرة الاختبارات والامتحانات التي تضع الطالب تحت ضغط لا فائدة منه.
- محاولة توفير الراحة للطلاب قدر الإمكان من خلال الدراسة المنزلية أو على الأقل محاولة الدمج مع بين التعليم الإلكتروني والحضور.
وذلك لأن التجربة الفنلندية استطاعت من خلال تحقيق الشروط السابقة من تحقيق نهضة كبيرة في منظومتها التعليمية جعلت دول العالم تتسابق لتحاكي تجربتها، وبالتالي يمكن محاكاة هذه التجربة في الكويت خاصة بعد عجز السياسات الحكومية على مدار السنوات الماضية تحقيق تقدم ملحوظ في مجال التعليم.