الملحمة خلّدتها الدولة على هيئة «متحف»
ذاكرة الكويتيين متقدة بأحداث وبسالة شهداء «بيت القرين»
أكد مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث أن معركة «بيت القرين» التي اندلعت في 24 فبراير 1991 ضد الاحتلال العراقي الغاشم، جسدت الدور البطولي للمقاومة الكويتية وضربت أروع مثال للوحدة الوطنية ولدور الشعب الكويتي في مقاومة المحتل، كما تعد ملحمة وطنية بامتياز ذهب ضحيتها (12) شهيدًا من مجموعة المسيلة.
مجموعة المسيلة
تمثلت المقاومة الكويتية حينذاك بقيادة مجموعة أطلق عليها “مجموعة المسيلة قوة الكويت”، والتي اتخذت من منطقة القرين مقرا لعملياتها عبر جمع واستخدام السلاح في مواجهة القوات العراقية عن طريق اصطياد بعض أفراد الجيش العراقي أو تدمير الآليات العسكرية حتى نوفمبر 1990 عندما قامت القوات العراقية بتشديد دوائر التفتيش والرقابة على أفراد المقاومة، وهو ما دفع المجموعة بالانخراط في الأعمال المدنية وخدمة أهالي المنطقة حتى بدء الحرب الجوية.
طرق الأبواب
وفي 17 يناير 1991، عاودت المجموعات المقاتلة في تلك المنطقة إلى حمل السلاح مرة أخرى، وانتقلت إلى منزل أخر في نفس المنطقة (منزل بدر العيدان) ولكن في قطاع أقل كثافة سكانية حفاظا على ارواح السكان. وفي هذا السياق، وقعت معركة في صباح يوم 24 فبراير 1991 والتي استشهد على أثرها بعض من أفراد المقاومة.. عندما قوات مجموعة من الجيش العراقي والاستخبارات بطرق باب بيت القرين بغرض تفتيشه أو سرقة محتوياته. وعندما لم يستجب أحد للطرق قام أحد الجنود بالقفز فوق سور المنزل محاولا الدخول، فقام أحد أفراد مجموعة “المسيلة” المتواجدين في المنزل بإطلاق النار على الجندي.
معركة غير متماثلة
وكان في المنزل 19 شخصًا من المجموعة من أصل 31 شخص، وهو ما يجعلها معركة غير متكافئة من حيث الأفراد والمعدات.. فقام الجيش العراقي بمحاصرة المنزل وفتح النار على أفراد المقاومة. وكان الجيش العراقي مدعومًا بالدبابات وقذائف آر بي جي مقابل تسليح خفيف لمجموعة المسيلة.. ومع هذا استمرت المعركة حتى الساعة السادسة مساء. وانتهت باستشهاد (12) مقاومًا، واستطاع 7 من أفراد المجموعة النجاة.
ملحمة وطنية
تعد معركة بيت القرين ملحمة وطنية تبرز دور المقاومة الكويتية أثناء الغزو العراقي، حيث وحدت جميع أطياف المجتمع الكويتي، بحيث قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب، بناء على أمر سمو الأمير خالد الذكر الشيخ جابر الأحمد الصباح، بتحويل المنزل إلى متحف لتخليد ذكرى الشهداء وخاصة بالنسبة للأجيال القادمة، للتعرف على التضحيات التي قدمها ابناء الكويت في ظل ظروف الغزو والاحتلال.
للماضي ذكرى
يضم هذا المتحف مجموعة من صور الشهداء والأسلحة التي استخدمت في المعركة، وقام المجلس بإعادة ترميم المنزل وبعض المواقع التي تهدمت، والتي قد تؤثر على سلامة المبنى.. فضلا عن وجود قاعة بها عرض سينمائي لأفلام وثائقية عن الغزو العراقي للكويت باللغتين العربية والإنجليزية.. وقد قام مجموعة من الشباب الكويتي بإحياء ذكري تلك المعركة، في السنوات الماضية، لتعزيز قوة النسيج الوطني بين أبناء المجتمع الكويتي، وعدم إغفال الماضي الخاص بمقاومة الكويتيين للاحتلال العراقي.