اعتداء القوات العراقية على آبار النفط تسبب في حالات إجهاض وتشوهات وأضرار بيئية جسيمة

الانبعاثات المرئية للحرائق امتدت إلى 2000 كيلومتر لتصل إلى الصين والهند شرقاً

فريق الإطفاء الكويتي قلص معدل الإنجاز من 48 إلى 25 ساعة وسجل رقمًا قياسيًا بالسيطرة على 41 بئرًا نفطيًا

يستذكر مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث انطلاق عمليات إطفاء حرائق أبار النفط الكويتي التي أشعلها الاحتلال العراقي الغاشم قبل دحره من البلاد، وفي هذه المناسبة يؤكد “اتجاهات” أن تاريخ السادس من مارس عام 1991 لم يكن يومًا عاديًا، حيث سطر فريق الإطفاء الكويتي سجلًا مشرفًا بتقليصه معدل الإنجاز من 48 إلى 25 ساعة وسيطرته على 41 بئرًا نفطيًا.

بداية الكارثة

لم تقتصر اعتداءات الاحتلال العراقي الغاشم على إضرارهم بالمواطنين والمصالح العامة وإنما طالت البيئة، ففي مساء الخميس 21 فبراير عام 1991 (بعد 20 يوماً من الغزو) بدأ الجيش الصدامي بتفجير آبار النفط الكويتية محاولة منه في عرقلة قوات التحالف الدولي من دخول الكويت باتباعهم سياسة الأرض المحروقة، وقد وصفت هذه الكارثة البيئية بأنها “الأسوأ في التاريخ الحديث”

فِرَقٌ عالمية

استعانت الكويت بشركات عالمية ورجال إطفاء من مختلف دول العالم، وقدرت الأرقام بأن المشاركين في مكافحة الحرائق ما يقارب 10 آلاف رجل إطفاء من 37 دولة، إضافة إلى فرق الإطفاء الكويتية، وقد ساهمت خمس شركات أميركية بـ 12 فريقاً متخصصاً، وثلاث شركات كندية بست فرق، ساهمت جميعها في إخماد حرائق حوالي 727 بئراً نفطية خسرت منها الكويت ما يقارب 75 مليار دولار.

أضرار كبيرة

كشف “اتجاهات” أن الرقعة الجغرافية للتلوث البيئي التي خلفتها هذه الكارثة وصلت انبعاثاتها المرئية إلى مسافة تجاوزت 2000 كيلومتر لتصل للصين والهند شرقاً، كما سببت أضراراً بيئية على الشواطئ الكويتية- السعودية بشكل مباشر ولوثت المياه الجوفية والتربة وتضررت منها الكثير من الكائنات الحية بما فيها الإنسان إذ رفعت معدلات الولادة المبكرة والإجهاض والعيوب الخلقية مقارنة بما كان قبل الغزو.

أدوار بطولية

تصنع الأزمات فصولًا من المعجزات، فكانت المعجزة الأهم في معدل الإنجاز الزمني لإطفاء الأبار المشتعلة خلال 240 يوما فقط، ويوضح اتجاهات أن فريق الإطفاء الكويتي نال تقدير الفرق الأجنبية المتخصصة في العالم، حيث سجل رقم عالمي وهو اثنا عشرة دقيقة في عملية إخماد أول الآبار المشتعلة، مما أذهل المراقبين في تقليص الوقت اللازم لإطفاء بئر نفطي الى 25 ساعة فقط، بينما كان معدل إنجاز الفرق الاجنبية المحترفة من 48 الى 73 ساعة.