30 مايو 1967: لواء اليرموك يغادر أرض الوطن لمشاركة المصريين في حرب الاستنزاف
اتجاهات: الكويت ساهمت بثلث مكونات جيشها الوطني للدفاع عن الأراضي العربية المحتلة
القوات الكويتية تولت قيادة المحور الثاني في مواجهة القوات الصهيونية
يستذكر مركز اتجاهات للدراسات والبحوث مشاركة الجيش الكويتي في حرب الاستنزاف في عام 1967 عبر إرسال لواء اليرموك لدعم القوات المصرية في صد العدوان الصهيوني، حيث ضربت القوات المسلحةالكويتية أروع الأمثلة في التضحية والتفاني من أجل حماية أرواح وأرض الأشقاء العرب.
وأوضح “اتجاهات” أن وحدة الصف العربي وتعزيز اللحمة العربية المشتركة عبر إرسال قوات عسكرية إلى مصر جاء بناء على اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي وقعتها الكويت قبل نكسة “67”، لتكون واحدة من أوائل الدول التي شاركت في حرب الاستنزاف التي أرهقت العدو الصهيوني، وكانت تمهيدا مباشرا لحرب الكرامة في 6 أكتوبر عام 1973.
مواجهة التحدي
في احتفال عسكري كبير بمدرسة تدريب المشاة أقيم لتوديع لواء اليرموك، خاطب أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح – رحمة الله – منتسبي لواء اليرموك قائلا: “لقد قررت أمتنا حسم هذا الأمر وقبول التحديات الصهيونية، وخوض المعركة متى نشبت.. وإنما إذ تغادرون أرض الكويت إلى الجمهورية العربية المتحدة للاشتراك مع إخوان لكم في الذود عن كيان وطننا العربي الكبير ورد العدوان عن حدودنا“. وتسلم قائد لواء اليرموك العميد الشيخ صالح محمد الصباح، علم الكويت من الأمير الراحل واستأذن بمغادرة أرض الكويت لتحقيق هدف الأمة.
تكوين الجيش
الجيش الكويتي كان يتكون في ذلك الوقت من ثلاثة ألوية، وبإرسال لواء اليرموك للمشاركة في تحرير الأرض العربية تكون الكويت ساهمت بثلثجيشها للجبهة بتسليحهم الحديث، وكان تشكيل لواء اليرموك يتجاوز عدده ألف مقاتل ويتكون من أربعة كتائب هي كتيبة الدبابات وكتيبة الصواريخ وكتيبة المغاوير وكتيبة المشاة.
وفي 2 يونيو تم نقل كتيبة المشاة 5 وكتيبة المغاوير، حيث وصلت لمطارات القاهرة، والتحقت القوة بالفرقة السابعة المصرية بقيادة الفريق عبد العزيز سليمان في رفح ضمن قطاع منطقة عمليات العريش، وتم إعداد مقر لقيادة اللواء في نادي ضباط قاعدة فايد واستخدمت إحدى المدارس كقاعدة للمشاة الكويتيين لحين إرسالهم للجبهة.
استقبال حافل
في مساء الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وصلت القوات الكويتية إلى رفح ولاقت في استقبالها حفاوة عسكرية ورسمية وشعبية، حيث اصطف العديد من أفراد الشعب المصري من رفح وسيناء والعريش للتعبير عن الشكر والامتنان لمشاركة الجيش الكويتي للمصريين في حربهم ضد العدو الصهيوني وسارع المواطنين في تقديم الحلوى والهدايا لأفراد الجيش الكويتي معبرين عن البهجة والسرور ورددوا هتافات ترفع الروح المعنوية ومنها «صباح يا حبيب بكرة نخطب في تل أبيب»
وصدرت الأوامر لكتيبة بقيادة العقيد عبد الله فراج الغانم ومعه المرحوم الرائد عمر زعيتر بالتحرك بالقطار الذي خصصه المصريين لنقل أفراد الجيش الكويتي. وبعد مغادرة القطار الأول بدأ تجهيز القطار الثاني وهو قطار بضائع لحمل المعدات الثقيلة المكونة من مدافع كومبات بالاضافة الى آليات سحب روسية استعيرت من المصريين.