سور الكويت الثالث شاهد على تكاتف أبناء الكويت لحمايتها من الأخطار المحتملة
شُيد في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح وبوشر بنائه في 14 يونيو 1920
ضم (26) برجًا وخمس بوابات وبلغ طوله (5) أميال وارتفاعه (14) قدمًا وسُمكه (3) أمتار
أكد مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث أن تاريخ 14 من يونيو يتوافق مع ذكرى مباشرة بناء سور الكويت الثالث عام 1920، حيث شيد في عهد حاكم البلاد التاسع المغفور له الشيخ سالم المبارك الصباح بهدف حماية البلاد من كافة الأخطار الخارجية المحتملة.
تعاون مثمر
ساهم في بناء السور جميع الرجال على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، مما يشير إلى أن الجهود التطوعية سمة أصيلة في المجتمع الكويتي، حيث اشترك سكان كل حي ببناء القسم المقابل لمنطقتهم، وتم البناء على درجة عالية من التنظيم، فقد عين شخص مسئول عن الحفر، وأخر عن الصلصال، وثالث عن المواصلات، ورابع مسئول عن إطعام آلاف العمال، وخامس عن حل مشكلة توفير مياه الشرب للعاملين.
مواصفات دقيقة
وانتهى بناء هذا السور خلال شهرين، وضم (26) برجًا وبلغ طول السور (5) أميال وارتفاعه (14) قدمًا وسُمكه (3) أمتار، وتكون من أربع بوابات أساسية من الشرق إلى الغرب، وهي بوابة دسمان والشعب والشامية (نايف) والجهراء ثم أضيف إليها بوابة خامسة وهي بوابة المقصب. وامتد السور من الشاطئ الشرقي لمدينة الكويت وحتى شاطئها الغربي وعلى شكل قوس هلالي.
دوافع حقيقية
اتخذ أهل الكويت قرار بناء السور الثالث بعد ضعف جدار السور الثاني الذي اخذ يتخلله ثغرات (مطبات) كثيرة يدخل منها المتطفلون والأغراب ويعرف مكانها آنذاك بفريج «المطبة»، ثم لم يلبث الكويتيون أن استحدثوا مطبات أخرى في السور أدت إلى ضعفه وتهدمه. مما دفع أمير الكويت آنذاك الشيخ سالم المبارك إلى الأمر بإقامة سور جديد يتميز بالقوة والصلابة في أعقاب معركة حمض في 15 مايو 1920.
قرار الهدم
ظل هذا السور قائما لمدة سبعة وثلاثين عام، وفي عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح صدر قرار من المجلس الأعلى للدوائر الحكومية بإزالته في 4 فبراير 1957 والإبقاء على بواباته الخمس، بعدما دعت الحاجة إلى تخطيط مدينة الكويت وبنائها بعد توسعها، وتم استبداله بما يعرف الآن بحدائق السور، التي مازالت شاهدا عليه وعلى تاريخه العريق حتى اليوم، بحيث أطلق أسم “شارع السور” على الشارع الذي يمتد بمحاذاته من الشرق إلى الغرب.