جورج بوش الأب يعلن تحرير الكويت بعد 100 ساعة من الحملة البرية
اتجاهات: تحرير الوطن من براثن الاحتلال العراقي هو الميلاد الثاني للبلاد بعد الاستقلال عام 1961
أكد مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث أن يوم 27 فبراير من كل عام من الأيام البارزة التي لا يُمكن محوها من شريط الذاكرة لدى الكويتيين كافة، حيث انتصرت قوات التحالف الدولي، وأُعلن عن تحرير دولة الكويت من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بعد سبعة أشهر وما يقرب من 208 يوم، من غزو غاشم لم يراعي اعتبارات الجوار ومتطلبات الانطواء تحت مظلة عربية واحدة.
وأوضح “اتجاهات” أن قوات الاحتلال مارست أبشع أنواع التنكيل والتعذيب للمجتمع الكويتي، الذي قاوم ببسالة حتى التحرير الذي يمكن تسميته بالميلاد الثاني للدولة الوطنية الكويتية بعد الميلاد الأول في عام 1961 في أعقاب الحصول على الاستقلال من الاستعمار البريطاني.
بداية النهاية
أبلغ العراق مجلس الأمن، رسميا، أنه مستعد للانسحاب في 26 فبراير 1991، ولكن غالبية أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، رأوا أن العرض يفتقر للمتطلبات الأساسية لإنهاء الأعمال العسكرية. وأكدوا على أهمية إعلان العراق قبوله بقرارات المجلس الأثنى عشر. وفي نفس اليوم، أعلن صدام حسين، من خلال خطاب إلى الشعب العراقي، أن القوات العراقية، بدأت الانسحاب من الكويت.
نهاية العاصفة
ومع أول ساعات يوم 27 فبراير كانت قوات التحالف الدولي، وفي القلب منها القوات العربية، تقف على أبواب المدن الكويتية لتحريرها وتم آسر الآلاف من القوات العراقية التي لم تجد أمامها بدا من الاستسلام. وقد أعلن الرئيس الأمريكي حينذاك جورج بوش الأب عن تحرير الكويت بعد 100 ساعة من الحملة البرية فقال “الكويت أصبحت محررة، وأن الجيش العراقي قد هزم”.
دروس عسكرية
أثبتت عملية التحرير أنه لا يمكن الاعتماد على العمليات الجوية وحدها لحسم الحرب ويلزم اللجوء إلى العمليات البرية للوصول إلى نتائج نهائية، في حين أثبتت الحرب الجوية أهميتها في تهيئة مسرح العمليات وتقليل الخسائر. كما اتضح استحالة أن تعمل اي قوات ارضية مهما بلغت إمكانياتها دون غطاء جوي ودعم من القوات البحرية حتى لو كانت تتمتع بقوات دفاع جوي قوية.
سلاح المعلومات
كان الإصرار على إفقاد القيادة العراقية القدرة على تحقيق إتصال ميسر ودائم بقواتها في جبهة الكويت عن طريق التدمير المنظم لمراكز القيادة ووسائل الاتصال له أثر كبير في سرعة انهيار الدفاعات العراقية في الكويت. واستطاعت المعلومات السليمة أن تلعب دورا بالغ الأهمية في إنجاح العمليات البرية للقوات المتحالفة خصوصا في اتجاه عمق الأراضي العراقية غرب مسرح العمليات.
نظرة جديدة
أن التجربة الأليمة التي بدأت باحتلال الكويت، انتهت أيضا بتحرير الكويت وانسحاب القوات العراقية منها، بعد أن ساور صدام حسين الشك بضم الكويت وحذفها من على ملامح الخريطة الدولية، غير أن التفاعلات الجارية تشير إلى ان الجوار الجغرافي على الخريطة السياسية الدولية أمر لا فكاك منه، فلا تستطيع دولة أن تهاجر من موقعها أو تقايض على أرضها أو تبرح مكانها، لأنه ليس جوار مساكن متغيرة، على عكس حياة الأفراد، ولكنه جوار تاريخ وتراث وهوية.