الكاتبة الباحثة الشيخة مي أل خليفة … أول وزيرة أعلام خليجية
الوزيرة رفضت التطبيع … وقرار ملكي يقضي بإقالتها من منصبها
مشروع اللؤلؤ والحفاظ علي البيئة…والبناء العمراني…والاستثمار الثقافي من أولوياتها
نادت بإستقلالية الثقافة… جعلت من البحرين وجهة للسياحة الثقافية
بيت المُحرَق عاصمة للثقافة الأسلامية… وفوز البحرين بجائزة الآغاخان
الموقف العروبي للشيخة “مي” نال تأييداً وإشادة ودعم عبر وسائل التواصل الأجتماعي
انشاء مركز أقليمي للتراث بالبحرين … يخدم مواقع التراث بالعالم العربي
أجرت وحدة الأبحاث التابعة لمركز “إتجاهات” تقريراً مفصلاً عن الصورة القلمية والسيرة الحافلة لسليلة الملوك والشخصية الأكثر تأثيراً في العالم العربي الوزيرة السابقة والرئيس السابق لهيئة البحرين للثقافة والآثار منذ (2015 – 2022), وهي الشيخة “مي بنت محمد بن إبراهيم بن محمد آل خليفة” التي ولدت بالقرن العشرين في المنامة بمملكة البحرين, والحاصلة على ماجستير في التاريخ السياسي من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة, والتي مارست الكتابة والبحث والعمل الثقافي والفني والأدبي والسياسي, مزيد من التفاصيل في سياق التقرير…
مسيرة حافلة:
يوضح “إتجاهات” أن الوزيرة تصدرت المشهد الثقافي والفني العربي, وهي المؤَسِسَة ورئيسة مجلس الأمناء في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد أل خليفة للثقافة والبحوث منذ عام 2002 وعضوة مجلس أمناء “جائزة عيسى لخدمة الأنسانية” وتدير مجموعة من المراكز الثقافية والبيوت الفنية والأدبية وتشرف عليها والتي من بينها “بيت الشعر وبيت التراث الصحافي”, وصنفت ضمن النساء الـ 50 الأكثر تأثيراً في العالم العربي من قبل مجلة فوربس عام 2005, وإنطلاقاً من رؤيتها الواضحة والراسخة والتي تحولت الي واقع عندما أطلقت مبادرة “الاستثمار في الثقافة” عام 2006 وكانت مبادرة غير مسبوقة في الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن العلاقة ما بين الثقافة والسياحة والتنمية المستدامة ظهر جلياً في عمل “الشيخة مي” واهتمامها منذ النشأة بالمجال الثقافي, وهو ما دفع منظمة السياحة العالمية إلى تعيينها سفيراً خاصاً للسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية في عام 2017, حيث ساهمت في بناء شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص وتمكنت من استثمار ما يقارب من 150 مليون دولار أمريكي على هيئة مشاريع لدعم قطاع السياحة الثقافية, وعبر جهودها فقد فازت البحرين بجائزة “الأغا خان” للعمارة عن مشروع إحياء منطقة المُحرَق في عام 2019.
مناصب قيادية:
أكد “إتجاهات” أن الشيخة “مي” شغلت منصب الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني في وزارة الأعلام منذ عام 2002, وتم تعيينها كوزيرة للثقافة والاعلام في نوفمبر 2008 لتصبح بذلك أول أمرأة وزيرة للأعلام والثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي, وفي 8 يوليو 2010 تم تعيينها وزيرة للثقافة بعد فصل وزارة الأعلام عن الثقافة, وفي ديسمبر عام2014 خرجت من التشكيل الوزاري الجديد, ثم تم تكليفها في 2 فبراير 2015 برئاسة هيئة البحرين للثقافة والآثار, وأسست المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وتولت مجلس إدارته, كما تولت منصب رئيسة مجلس إدارة المجلس الأعلي للسياحة في البحرين.
إنجازات محلية ودولية:
يبين “إتجاهات” عبر تقريره إلى إن إنشاء مركز أقليمي للتراث العالمي يخدم مواقع التراث ليس بالبحرين فقط وإنما بالعالم العربي أجمع وعبر التعاون مع منظمة اليونسكو, جعل البحرين وجهة للسياحة الثقافية عبر الإستثمار في الثقافة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص, فقد قامت الوزيرة بتطوير القطاع وفتحت شراكة ما بين قطاع الثقافة والمؤسسات المالية والمصرفية في البحرين, وأيضا سعت عبر مجهوداتها لجعل بيت المُحرَق عاصمة للثقافة الأسلامية, كما تم أختيارها كرئيسة للجنة التراث العالمي باليونسكو عام 2016 في دورتها الـ (35), يضاف إلى إنجازاتها إدراج موقعي قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ ضمن لائحة مواقع التراث العالمي.
الأوسمة والجوائز:
أفاد “إتجاهات” أن الشيخة مي الخليفة حازت على العديد من الأوسمة والجوائز منها علي سبيل المثال لا الحصر, جائزة المرأة العربية في مجال الإدارة من مركز دراسات المرأة في باريس عام 2004, كما صنفتها مجلة فوربس عام 2005 ضمن قائمة أقوي 50 شخصية عربية تأثيراً في العالم العربي, ونالت وسام البحرين من الدرجة الأولي في عام 2008 من الملك حمد بن عيسى, وأيضاً حازت على وسام جوقة الشرف برتبة فارس من الجمهورية الفرنسية, وفي 2010 نالت جائزة كولبير للإبداع والتراث من منظمة اليونسكو, أيضاً حازت على الوسام العلوي للشخصية العالمية في مجال الثقافة من ملك المغرب محمد السادس, وجائزة الإبداع المجتمعي من مؤسسة الفكر العربي عام 2010.
إضافة إلي نيلها جائزة البيستوم للآثار من قبل بورصة البحر المتوسط للسياحة الأثرية, وجائزة الكفاءة الأدارية والتميز من الجامعة العربية, وحصلت علي وسام النجم الإيطالي من رئيس إيطاليا عام 2014, وحصدت جائزة “ووتش أوارد” من الصندوق العالمي للآثار عام 2015, ووسام جوقة الشرف في الفنون والأدب من الحكومة الفرنسية عام 2016.
وكما ذكرنا سابقاً أنها أختيرت سفير خاص للسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية في 2017 من منظمة السياحة العالمية, وفي 2019 أستحقت جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي للدورة السادسة عشر من مؤسسة سلطان بن على بدولة الأمارات العربية, وفي نفس العام جائزة الأغا خان للعمارة, وجائزة شخصية العام التراثية لعام 2019 من قبل المركز العربي للإعلام السياحي.
الرؤي والأفكار:
يُشيد تقرير “إتجاهات” بالإرث الثقافي والفني والإدبي للكاتبة والباحثة الشيخة مي الخليفة التي أكتسبته من العمل في المجال الثقافي والخبرات والقدرات التي أصقلتها التجارب, حيث أشادت بدور الثقافة في بناء المجتمعات وأنه رهانها الوحيد, وعبرت عن ذلك بقولها أن المجال يعدي والتجربة الجميلة لابد أن تتكرر, فكان من أولوياتها أستقلالية الثقافة, وأشارت الي الفترة التي تم فيها فصل قطاع الثقافة عن السياحة ووصفتها بالضربة القاضية على حد تعبيرها وخللاً اساسياً في التنمية المستدامة, وكانت فكرتها تقطير العمل الرسمي بما يخدم الثقافة لأنها السبيل الوحيد لتحقيق الرؤي, كما تتطلع إلى بناء معالم جديدة, وقالت أن الثقافة رافعة للتنمية المستدامة وبها يتحقق الرخاء لأوطاننا.
ويذكر “إتجاهات” أن للشيخة مي عدة مؤلفات نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر(كتاب عبدالله بن أحمد؛ محارب لم يهدأ سنة 2002, تشارلز بلغريف السيرة والمذكرات سنة 2000, مائة عام من التعليم النظامي في البحرين السنوات الأولي للتأسيس 1999, سبزاباد ورجال الدولة البهية 1998, محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي 1996, وكتاب مع شيخ الأدباء في البحرين إبراهيم بن محمد الخليفة 1993).
مواقف ثابتة:
يشير تقرير “إتجاهات” الي مواقف الشيخة وتجاه قضية التطبيع بالأخص, حيث إن الوزيرة التي عملت بالثقافة في البحرين لأكثر من 20 عاماً, سجلت مواقف سابقة رافضة للتطبيع مع الكيان الأسرائيلي, فرفضت السماح لمستثمرين يهود بتشييد حي يهودي مع كتابات بالعبرية في المنامة, تقدمت به مجموعة الضغط الأسرائيلية بالولايات المتحدة الأمريكية, ومؤخراً خلال تواجدها في فاعلية “عزاء” أقامها السفير الأمريكي لدي البحرين فقد أنسحبت الوزيرة لرفضها التواجد مع سفير دولة أسرئيل “إيتان نائيه”, وأمتنعت عن مصافحته والسلام عليه ورفضت إلتقاط صور جماعية مع معه, هذة المواقف العروبية عرقلة مسيرتها كوزيرة وتمت إقالتها من منصبها في يوليو 2022.
إشادات محلية وعربية:
ومن الجدير بالذكر أن الوزيرة البحرينية حظيت مواقفها الوطنية والعربية بإشادة فلسطينية وعربية على مواقع التواصل الإجتماعي, حيث قالت “حركة حماس” أن موقف الشيخة “مي” تعبير حقيقي عن مواقف الشعب البحريني الرافضة لدمج الأحتلال في المنطقة, كما أشادت “حركة الجهاد الإسلامي” بموقف الوزيرة الرافض للطبيع غير أبهة بالعواقب لتجسد الإرادة الحقيقية للشعب البحريني, وأيضاً ثمنت “الجبهة الشعبية” الموقف العروبي للشيخة الذي يعبر من جديد عن أصالة الشعب البحريني المناهض لكل أشكال التطبيع, كما أن وزير الثقافة الفلسطيني السابق “إيهاب يسيسو” قال أن الشيخة “مي” تضعنا أمام صورة جديدة من صور الحقيقة وهي أن الإنحياز للقضية أمام ماكينات الفولاذ القاتل لا يمكن أن يتجزأ بل يزداد ثباتاً وتماسكاً.
ومن الأهمية بمكان الأشارة أن الوزيرة بعثت برسالة شكر علي “تويتر” لمحبيها وداعميها فقالت”من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلت … وحدها المحبة تحمينا وتقوينا”.